مارس ٢٠١٣ ‒ فبراير ٢٠١٦
في أثر استدراج المشاريع من قبل المفوضيّة الأوروبّيّة (EuropeAid 132-617/L/ACT/EG) وفي إطار المشروع الأوروبّيّ للديموقراطيّة وحقوق الإنسان، تمّ توقيع عقد بين المعهد والاتّحاد الأوروبّيّ يوم ١٩ ديسمبر ٢٠١٢ (EIDHR 2012/ 308681) بمبلغ ١٥٥٠٠٠ يورو وهو بعنوان ” تحديد السياق التاريخيّ لمائتي مؤلّف من التراث الإسلاميّ “. وهو الأمر الشديد الأهمّيّة بالنسبة للإصدار الرابع لفهرس الكنديّ، إذ أنّه يفتح باب إثرائه بالسياق التاريخيّ للأعمال والعلاقات بينها الأمر الذي سيبرز كلّ الإمكانيّات الجديدة لهذا الإصدار من الفهرس. سنبدأ من خلال هذا المشروع البحث في أعمال مائتي مؤلّف من مؤلّفي التراث من بينهم، على سبيل المثال، الجاحظ (٢٥٥هـ) والفارابيّ (٣٣٩هـ) وابن سينا (٤٢٨هـ) والبيرونيّ (٤٤٠هـ) وأبو حامد الغزاليّ (٥٠٥هـ) وابن رشد (٥٩٥هـ) وابن عربيّ (٦٣٨هـ) وابن تيميّة (٧٢٨هـ) وابن قيّم الجوزيّة (٧٥١هـ) وابن خلدون (٨٠٨هـ) وابن حجر العسقلانيّ (٨٥٢هـ) والسيوطيّ (٩١١هـ) على سبيل الذكر لا الحصر.
سيتيح هذا المشروع الفرصة لإدخال المعلومات عن السياق التاريخيّ لهؤلاء المؤلّفين والعلاقات بين أعمالهم داخل الفهرس الجديد. هذا التوضيح السياقيّ من الأهمّيّة بمكان للبحث العلميّ حيث يجنّبنا سوء قراءة الأعمال التراثيّة كما أنّه يبيّن الجديد فيها وكذلك الأفكار الرئيسة للمذاهب المختلفة.
نحو قراءة التراث النقديّة الموضوعيّة
تعبير ”التفكير النقديّ“ باللغة العربيّة يُفهم عادةً على أنّه ارتياب أو شكّ سلبيّ ضدّ الحضارة العربيّة والإسلاميّة الأمر الذي لا يحتمله معظم الباحثين المسلمين.
يصعب عليهم إذًا تبنّي المنظور التاريخيّ النقديّ الذي يتبنّاه الباحثون في الغرب ويفضّلون النظر إلى التراث الإسلامي من حيث اتّساقه الداخليّ.
هذا التناول اللا تاريخيّ قيّم جدّا لتذوّق عبقريّة الحضارة العربيّة ولكنّه يعمي الباحث تماما لفهم مراحلها المتتالية ولمواجهة التحديّات الثقافيّة المعاصرة. سيسمح فهرس الكنديّ بالقراءة التاريخيّة النقديّة للتراث والتي نحتاج إليها اليوم. بالإضافة إلى ذلك فإنّ الإلمام بالأعمال التراثيّة هو أمر معقّد لأنّ الكثير من مؤلّفيها هم أوّلا مفسّرو أعمال سابقة ومجمّعوها. وتكمن عبقريّتهم، عادةً، في التلخيص وإعادة الترتيب وتجميع الأعمال السابقة أكثر منها في الإبداع. ومن ثمّ يصبح تحديد سياقها التاريخيّ أمر مطلوب جدّا لإدراكها.
نحو خريطة التراث العربي الإسلامي
تم نشر هذا الكتيب عند تدشين المشروع المسمى بمشروع المائتين ويعطي نبذة عامة عن التطويرات التي بدأت مع هذا المشروع ومع الإصدار الرابع لبرنامج الكندي.