حديقة الأزهر وأسوار القاهرة

ستيفان برادين

أستاذ مساعد بجامعة آغا خان بلندن

icon-calendar ٢٤ نوفمبر ٢٠١٥

20151124_Seminaire_Stephane_Pradinesيقوم  مع فريق من علماء الآثار الدوليّين منذ أكثر من خمسة عشر عامًا بحفريّات في أسوار القاهرة. هذه الحفريّات تكشف عن أربعة أبنية متداخلة : سورٌ أوّل يعود للعصر الفاطميّ ما بين ۹٦۹ و۹۷١ بُني من التربة المدكوكة على يد جوهر الصقليّ (٣٨۱ه / ۹۹٢م)، وسورٌ ثانٍ يعود للعصر الفاطميّ أيضا بُني من الطوب اللبن ويقوّّي هذا السور الأوّل، وأبواب ضخمة بُنيتْ من الحجارة على يد بدر الجماليّ (٤٨٦ه / ۱٠۹٤م) ما بين العامين ۱۰٨۷ و١٠۹٢، وأخيرًا سورٌ يعود للعصر الأيّوبيّ بُني من الحجر ما بين العامين ۱١۷٣ و١۱۷۷ على يد صلاح الدين الأيّوبيّ (٥٨۹ه / ١۱۹٣م) بحيث يحيط هذه الأبنية ويبعُد عنها ببضعة أمتار.

التربة المدكوكة هي واحدة من تقنيّات البناء الّتي لا توجد في أيّ مكان آخر في مصر فهي على الأغلب من صنع عمّال المغرب العربيّ الّذين أتوا إلى مصر مع الحكّام الفاطميّين الأوائل. بالإضافة إلى ذلك، قد تمّ بناء السور الفاطميّ من الطوب اللبن في نفس وقت بناء الأبواب من الحجر، فقد تمّ استخدام التقنيّتين في وقتٍ واحد.

وبناءً على هذه الحفريّات قد تمّ تغيير نظرتنا لحجم القاهرة الفاطميّة والأيّوبيّة بالكامل على جانبها الشرقيّ وتمّ توسيعها بالمقارنة مع الخرائط الّتي كنّا نقوم برسمها سابقًا.