عزيز هلال
دكتور الفسلسفة
٢٧ نوفمبر ٢٠١٤
سنحاول في هذه المداخلة التركيز على مقوّمات الفلسفة الفارابيّة ونوضّح كيف بنى الفارابيّ (توفّي سنة 339هـ / 950م) مشروعه الفلسفيّ بالرجوع إلى التراث المعرفيّ الإغريقيّ القديم من أجل إعادة إرساء أسس الحقيقة وتعبيد الطريق إلى تحصيلها. لكنّ هذا الرجوع لا يعني إغفال مستجدّات الواقع السياسيّ والدينيّ الّذي لم يعش الفارابيّ بمنأى عنه. بعبارة أصحّ، كيف استطاع الفارابيّ تطبيق سنّة القدامى الفلسفيّة على معطيّات الدين الفعليّ وقراءة أمور الشرع قراءةً فلسفيّة دون أن يضيع فكره النظريّ في متاهات التاريخ والعلوم الإسلاميّة.
يرى الفارابيّ أنّ الفلسفة هي الطريقة البارزة إلى معرفة الله وأمّ الدين، أمّا الدين فهو الطريقة للجمهور.